البعض قد يتذكر قصة السيده العربيه المتزوجه , التي تعرضت للاغتصاب بعد ان تعرفت على رجل في غرف الدردشه على الانترنت اغراها بالخروج معه , ثم قام هو واصدقاؤه بالاعتداء عليها .
القصه روتها الضحية نفسها ونشرتها في معظم المواقع والمنتديات العربيه كتحذير للاخرين من الاخطار الكامنه في غرف الدردشه او مايطلق عليها " التشات " . فإذا كان الكبار معرضين لمثل تلك الاخطار فماذا عن اطفالنا ؟ وماهي السبل الكفيله بحمايتهم وضمان سلامتهم حينما يبحرون في ذلك العالم الافتراضي .
الانترنت بخيرها وشرها وجدت لتبقى , ولايمكننا ان ندير ظهورنا لهذه التقنيه التي سترسم ملامح الحياة في العالم في السنوات المقبله . ولكن بنفس القدر الذي نحتاج فيه للانترنت لردم الفجوه الرقميه علينا ايضا مقاومة الشر الكامن فيها , خاصه حينما يتعلق الامر بأطفالنا . فعدد مستخدمي الانترنت اليوم يفوق ال400 مليون شخص في العالم من بينهم اكثر من 3 ملايين طفل يتضاعف رقمهم كل 18 شهرا . وبلغت عدد الصفحات على الشبكه اكثر من 1.3 بليون صفحه يتوقع لها ان تصل الى اكثر من 7.5 بليون صفحه في القريب المنظور . والخظورة هنا ان نسبه كبيره من هذه الصفحات غير منقحه وقد تحتوي على معلومات غير موثقه وفي بعض الاحيان مضلله تعمل على تشويش العقل البشري خاصة بالنسبه للصغار .
مايتوجب على الاباء والامهات عمله لقد بينت الدراسات ان لدى الاباء والامهات فكره بسيطه عن كيفية استخدام ابنائهم لشبكة الانترنت , ولقد اشارت تلك الدراسات الى ان اولياء الامور يرددون ان اطفالهم يعرفون عن تقنية الانترنت وأخطارها اكثر مما يعرفونه هم وعليه ليس هناك مايمكن عمله .
اذا افترضنا ان هذا صحيح تبقى حقيقة ان الطفل دائما مايحتاج للنصح والارشاد والتوجيه , كما يبقى عذر التهيب من استخدام التقنيه الحديثه من قبل اولياء الامور لافائده منه , خاصه في مواجهة الاخطار المحدقه بالصغار . ونتيجه لتعاظم الخطر , خاصه في الدول الغربيه نشطت في الاونه الاخيره جمعيات عديده لنشر الوعي الانترنتي بين الاباء والامهات , واصدرت العديد من الارشادات العمليه لهم لمواجهة تلك الاخطار مثل :
التعرف على العالم الجديد : ليس صحيحا ان الانترنت عمليه معقده وتحتاج الى المام بعلوم الكومبيوتر . في الحقيقه ان الابحار في الفضاء الالكتروني يماثل في سهولته إجراء مكالمه هاتفيه وقد يكون من المناسب مشاركة الاطفال عند استخدام الانترنت والتعلم منهم .
مواجهة الحقائق : حاول مناقشة الاخطار المحتمله من الانترنت مع اطفالك . هذه الطريقه ستعزز ثقتهم بأنفسهم حينما يستخدمون تلك التقنيه .
الخطر القادم : في عالم اليوم الحقيقي لابد من اتخاذ الحيطه والحذر دائما , خاصه عند التعاملمع من لانعرفه . هذا الوضع لايختلف في العالم الافتراضي عنه في العالم الحقيقي .
ضروريات : العمل على تدريب الاطفال وصغار السن على عدم :
-- إعطاء معلومات خاصه بهم او بالاسرهعبر الانترنت مثل الاسم او العنوان او ارقام الهواتف او المعلومات الخاصه بالبطاقه الائتمانيه .
--مقابلة من يتحدثون معهم في غرف الدردشه في الخارج .
--فتح رسائل البريد الالكتروني التي لايعرفون مصدرها , هذه الرسائل قد تحمل فيروسا او مواد اباحيه .
-- الاستمرار في غرف الدردشه اذا تعدى الحوار او المناقشه الحدود المسموح بها .
كن حاضرا : من الضروري ان يكون الاباء والامهات على درايه بما يفعله اطفالهم على الانترنت . المواقع التي يزورونها وغرف الدردشه التي يترددون عليها , ومن ثم تشجيعهم على زيارة المواقع التي يرى الاباء ان ابنائهم سوف يستفيدون منها .
تنظيم الوقت : رغم ان الانترنت يشكل مصدرا ثريا ومفيدا للمعلومات للاطفال الا ان من الضروري تعويد الطفل عبى تنظيم وقته فلا يترك له العنان للجلوس امام الكومبيوتر والانترنت حسبما يشاء .
وسائل الحمايه التقنيه تتوفر في الاسواق برامج حمايه عديده تساهم في درء الخطر عن الاطفال وتحجب عنهم المواقع المشينه والمؤذيه . كما تعمل تلك البرامج على مراقبة الطفل على الشبكه , حيث تعد تقريرا عن المواقع التي زارها والوقت الذي قضاه وتحجب ارسال واستقبال معلومات على طلبك . على ان من المهم هنا التذكير بأن تلك البرامج رغم اهميتها فإنها لن تكون بديلا ابدا عن الاشراف المباشر من قبل الوالدين على ابنائهم .
وتنقسم البرامج المصممه للتحكم في ما يشاهده الاطفال الى نوعين :
الاول هي البرامج التي تكون مع المستعرض نفسه حين نجدها في مستعرض ويندوز او مستعرض نيتسكيب . وهنا يقوم الاباء بتقرير نوعية المواد التي لايرغبون في ان يراها ابناؤهم على الشاشه وعندما يحاول الطفل زيارة موقع ما فإن الكومبيوتر يقوم بمقارنة الطلب مع قائمة المواد الممنوعه التي وضعها الاب . فإذا كان الموقع ضمن المحظورات فإنه يحجب على الفور . اما النوع
الثاني فهي البرامج التجاريه التي يمكن شراؤها من الاسواق او عبر الانترنت مثل "سايبر باترول" و "نت ناني" و"سايبر سيستر" و" سيرف ووتش " وبرامج اخرى عديده .
على انه من الافضل قبل شراء اي برنامج مراجعة المعلومات الكامله عنه من مواقع مثل
www.icra.com .
ان حماية اطفالنا مهمة لاتقع على الاباء والامهات فقط وانما لابد من تعاون شركات تصنيع الكومبيوتر ومزودي الخدمه والشرطه والحكومات والمنظمات الخيريه في كل بقاع العالم نظرا لعالمية هذه التقنيه .
هذه قصاصه من احد المجلات احببت ان اشارك بها هنا حيث انه موضوع يخص فلذات الاكباد وصانعي المستقبل وقانا الله واياهم الشرور كلها ..
والسلام عليكم