Admin Admin
عدد الرسائل : 145 تاريخ التسجيل : 19/12/2007
| موضوع: القول الفصل المبين في حرمة التدخين الجمعة ديسمبر 21, 2007 8:39 pm | |
| القول الفصل المبين في حرمة التدخين بقلم : فضيلة الشيخ / أبو بكر جابر الجزائري
اعلم أخي القارئ الكريم أنه لا يحل ولا يحرم إلا الله جل جلاله وعظم سلطانه وذلك لأمرين الأول علمه تعالى بما يضر وما ينفع . والثاني لأنه المالك لكل شيء ، فما أذن فيه لعباده فهو حلال لهم ، وما لم يأذن لهم فيه فهو حرام عليهم . ومصدر معرفة العبد المسلم لما أحل الله أو حرم هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فكتابه تعالى القرآن الكريم وحي أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين لعباده محابه تعالى و مكارهه سبحانه وتعالى من الاعتقادات والأقوال والأعمال والصفات ؛ ليكملوا ويسعدوا في الحياتين إذا هم فعلوا محاب الله وتركوا مكارهه . إن المحاب مزكية للنفس البشرية و المكاره مخبثة لها ، فمن زكى نفسه أفلح ومن دساها خاب وخسر ، وهذا ما حلف الله تعالى عليه في قوله : ] وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا [ . إلى قوله تعالى : ] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [ .(الشمس : 1-10) ، ولما كان الله طيباً فلأنه لا يقبل إلا طيباً كما في الحديث الصحيح " أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " .
وهذه أخباره تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله في أمره عباده المؤمنين بالأكل من الطيبات وترك غيرها من المحرمات وذلك لضررها وخبثها ؛ إذ قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم [ (البقرة : 172) . والطيب هو ما كان نافعاً غير ضار وطاهراً غير نجس ، والدخان ضار غير نافع ونجس غير طاهر .
ويقول تعالى : في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب ، يقول : ] يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ [ (الأعراف : 157) والدخان والله ما هو بطيب كالعسل واللبن ، ولا نافع كالخبز واللحم ، وإنما هو خبيث الرائحة ضار الجسم .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول معلناً عن كراهة الروائح الخبيثة : " من أكل ثوماً أو بصلاً فلا يقربن مساجدنا " ، ويعلل لهذا النهي قائلاً " فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " والمدخن ينفخ تلك الرائحة الخبيثة على كل من زوجته وجلسائه المؤمنين وأعظم من ذلك خطيئة أنه ينفخ في وجه الموكل به .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " من أراد أن يبصق فلا يبصق عن يمينه ولكن تحت قدمه " ، وذلك حتى لا يبصق وجه الملك وهو أحد الملائكة الكرام الكاتبين فهذه الزلة وحدها كافية في بيان حرمة التدخين بسائر أنواعه .
وفوق ذلك أن الله تعالى حرم في كل شرائعه كل ما يضر بالعبد في بدنه ودينه وعقله وعرضه وماله وهو ما يعرف بالكليات الخمس ، والتدخين أقسم بالله العلي العظيم على أنه مضر بكل هذه الكليات الخمس . فكيف إذاً يصح لقائل أن يقول إن الدخان مباح أو مكروه فقط ، وهذا بيان ضرره للكليات الخمس مجملاً فليتأمله ولينظر فيه بصدق وعناية .
1- ضرره للبدن : نكتفي فيه بالقرار الذي اتخذه المؤتمر الطبي بفرنسا منذ سنوات وقرر فيه أن نسبة الذين يموتون بالسرطان الرئوي هو خمسة وسبعون في المائة ..
2- ضرره بالدين : إن المدخن الذي يرمي السيجارة عند باب المسجد ويدخل يصلي والله إن طهارته لمشكوك فيها ، لأن المؤمنين كانوا يتوضئون مما مست النار ونسخ الوجوب وبقي الاستحباب فكيف تبقي طهارة من يدخل في جوفه و مناخره رائحة الدخان الخبيثة اللهم لا لا . وشيء آخر دخوله المسجد بهذه الرائحة محرم عليه فهو إن دخل آثم وإن حرم من المساجد فهو أشد إثما ُ .
3- ضرره بالعقل : نكتفي بشاهد واحد من مضار التدخين بالعقل وهو أنك تدخل على موظف في رمضان شهر الصيام تراجعه في إنجاز معاملتك فيعتذر إليك بأنه صائم والصيام أثر عليه في قواه العقلية .
4- ضرره في العرض : إن ضرر التدخين في العرض نذكر له شاهد واحد وهو أن المؤمن بحق يستحي أن يدخل بين يدي العلماء و الصلحاء . إذا قابل أحد الصالحين فإنه يطفئ السيجارة التي في يديه حتى لا يرى أنه يتعاطى هذه الرذيلة أي التدخين .
5- ضرره في المال : إنه لا يشك مؤمن في حرمة المال بحيث لا يجوز إلغاؤه ولا كسره ولا تمزيقه ولا إلقاؤه في المزابل ، وذلك لحرمته والمدخن يحرق المال ويفسده ويلقيه في المزابل ويضر به نفسه وملائكته وإخوانه ويلوث الهواء برائحته الخبيثة الضارة فأي إثم بعد هذا ؟ وأخيراً إن التدخين بكل أنواعه حرام وصاحبه إن لم يتب منه قبل موته يخشى عليه أن يكون من أصحاب النار والعياذ بالله الواحد القهار . | |
|